وقفت هناك ..
هناك حيث اللاوعي ..
ينفجر بداخلي ألف سؤال وسؤال ..
وتسافر عبر لحظاتي آلاف الأفكار ..
وأعود في كل مرة لنقطة الصفر ..!!
وأجدني ..
غارق في أحلام اليقظة تارة
وفي واقع مرير قاس ٍ تارة أخرى ...
وأدور عكس عقارب الساعة مع صرخة
مدوية تنتهي بذلك الأنين ...!!
لعل ذلك الأنين والقابع في مغارة الكتمان
شاهد على وحدة الروح ذات عناء ..!!
****
وجاءت لحظة الغروب ..!!
وتثاقلت الخطوات ...
واختفت الطيور ..
وينادى مناد ٍ أن اقتبسوا من نور القمر نوراً
فالليل طويل ..
وينادي آخر هنا لا عزاء
لذوي القلوب الميتة لا دف ء لذوي الأطراف المتجمدة
لا تحليق لذوي الأحلام المتأملة في سماء متألمة ...!!
وضاعت اللحظات في اللحظات
وتوارت الكلمات بين آهات الحالمين
والهذيان يعم المكان ..
وعاشق هناك ينتحب حبيبته التي ماتت ذات فراق ..!!
وشاعر يكتب عن الأطلال التي بقيت وما تبقى منها ..
ورسامٌ يغير الفرشاة مرة تلو مرة
وانكسارات تنال القلوب ..
****
وأخيراً رحل الكثير وازدادت عتمة ذلك الليل
برغم نور القمر ..
رحلوا محبطين وناقمين يجرون وراءهم آثار الهزيمة
وتراكمات قتلت تلك الأرواح مليون مرة ..
ولم يتبق إلا أشباح في أطراف المدينة ..
وخوازيق وزعت هنا وهناك لكل قلب نقي
ولكل عين ٍ تذرف دمعاً على شقاء من نحب ..!!
ويوجد إطار يُدعى الخبث يحتوي
النفاق والغدر وقلة الحيلة وكل سموم
هذه الأرض فتكاً ..
لا يهم من يموت .. لا يهم من تتفجر أصغر خلية
في جسده ألما على ما يجري ..
المهم لديهم استمتاعهم بالضحية
متفرجين ..ساخرين .. متهكمين
****
وبقيت وحدي برغم ذلك ...
وأشقيتني وأشقيت ذلك الإطار معي ..
ولن أتركه حتى يتحطم وتنجلي الحقيقة
وتظهر شمس الأصيل من جديد ..
لن أتركه حتى أتمتع بانهيار ذلك الإطار
لأنه السبب في رحيل من أحببتهم يوما من هنا ..
وإلى ذلك الحين ..
سألملم ابتسامة تشتت ذات ألم ..
وأروي أرضاً عانت من جفاف القلوب وغربة الأرواح
وأجهز راية النصر وأكتب فيها
لا تحزني ما زلت أتنفسك شموخاً وكبرياء ..
وبعدها سأكتب قصيدة السياب :
أتعلمين أي حزن ٍ يبعث المطر ..!!
****