عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-2010, 06:16 PM   #1
مطلع الشمس .


الصورة الرمزية رجل وادي القمر
رجل وادي القمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1935
 تاريخ التسجيل :  Oct 2009
 أخر زيارة : 03-22-2021 (08:07 PM)
 المشاركات : 1,187 [ + ]
 التقييم :  202
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي نعم .. هي تحبه ..! بل تعشقه .



الحب ليس ادعاءاً من خلف الحجاب .
وكيف سيكون الحب دعوى ؟
لا يمكن أن يكون مجازفة أو ضربة حظ أبداً .
الحب حياة حقيقية ملموسة يعيشها شخصان في الحياة ، بكل تفاصيلها وأحداثها الحقيقية ، تتسلل إلى كيانه فتطمس معالم حياته السابقة وتحل مكانها بكل حروفها ومعانيها وعواصفها ، فتتغير المشاعر والأفكار والأحاسيس ، فبدل من أن كانت مشاعر عامة وافكاراً مبعثرة مشتتة هنا وهناك في أمور شتى من أمور الحياة الطبيعية ، أصبحت مشاعر وأفكاراً خاصة جداً تكاد تكون مقتصرة على أحداث الحياة الجديدة من الحب ، ينحصر فيها التفكير ويهفو إليها القلب ويؤمن بها العقل ويترجمها الشعور والمنطق .

يجب أن يكون الحب حياة مشتركة بين اثنين - واقصد به الحب العاطفي لأن هناك أنواعاَ من الحب بين الناس عامة - فقط ولا مجال لطرف آخر يدخل بينهما مهما كانت صفته ومكانته ووزنه ، فإذا حدث ذلك فلم يعد حباً بريئاً ولا آمناً لأن صفحة أمنه وكتمانه وسريته تعرضت للخدش بتسلل طرف آخر ، وقد يعيش المحبان حالة من عدم الثقة والارتياح بسبب ذلك الطرف الآخر الذي تسلل بينهما كما تتسلل الشياطين إلى الجسد فتصرعه ، فهو مصدر للشكوك والأوهام وشماعة يعلق عليها كل منهما أسباب مراوغاته ومصوغاً لشكوكه وسبيلاً لتنصله وهروبه ( وهذا محب كذاب أشر ) .

إذن الحب حقيقة وليس ادعاءً ويجب أن يكون كذلك فإذا خرج عن هذه الحقيقة فما هو إلا تملق ونفاق وزور وبهتان من ورائه أهداف أخرى تنبعث من نفس خبيثة لا تعرف للحب معنى ولا إلا ولا ذمة . الحب ليس دعوى باطلة ولم يكن يوماً كذلك .

ليس هناك طريقة خاصة أو قاعدة يجب أن نطبقها حتى نحب ونعشق أو أحداث خاصة يجب ألا نتجاوزها لإيصال وحي الحب إلى الطرف الآخر ، بل هو طرق وطرق وطرق وسبل وأزقة ودهاليز وممرات ولمن دخل قلبه عالم الحب مطلق الحرية أن يوصل فكره ومشاعره للطرف الآخر كيفما شاء .

ربما تكون بداية الحب التي ينطلق منها والمصدر الذي ينبثق عنه اسباب غير مباشرة فليس بالضرورة أن تكون مباشرة فقد ينتج عن كلمة ، أو جملة طويلة أو قصيرة ، أو إشارة خفية ، أو وصف سماعي تستقبله الأذن ويترجمه العقل ويفتح له القلب أبوابه فيحتويه ، لأن لديه استعداداً لخوض غمار الحب وتحمل تبعاته ، فتبدأ الصور المتخيلة لذلك الطارئ الجديد على القلب تتمثل في العقل فيصورها بأحسن الصور ويصفها بأعذب الوصف وأنقاه ، وينطلق العقل في التخطيط والتفكير ووضع الخطط المناسبة لتحقيق ذلك على أرض الواقع ويؤكد تلك الصور المختزنة فيه ولا يفتأ يفكر ويفكر حتى يتم له ما يريد ، ويسعى لتأكيد الخبر السماعي بنفسه ( فعند جهينة الخبر اليقين ) .

وإذا كان الحب دعوى وادعاءاً كما يقول أحد الأطراف سواء هو أو هي فكيق عرفت وكيف استطاعت أن تفكر أن يدعي الحب وكيف نقحت وميزت الكلمات التي سمعتها أو قرأتها ثم وضعتها في منزلة الحب أصلاً ناهيك عن أن يكون ادعاءاً أو سفسطة وتعمية ؟

فهل سمعتها منه مشافهة صراحة حتى تطلق عليه هذه الاتهامات ؟
إذن فهي بهذا إما أنها قالتها لتتأكد من صدقه في الحب ولتختبر ردة فعله فتتركه على المحجة ولترى مدى صدقه من ادعائه .
أم أنها شعرت به عن بعد دون أن تراه أو تسمعه يصرح لها بكلمة الحب وإنما استشفت ذلك من خلال كلمات أو كتابات قرأتها قراءة عابرة .
وإذا كانت كذلك اي أنها لمست ووجدت خلجات الحب تجتاح كلماته تكاد تتكلم وتفضح أسراه واستيقنتها نفسها وشعرت بأنه يقصدها بعينها فهناك دافع غامض يشدها نحوه وقد عرفت يقيناً أنها تحبه وأن هناك رابط خفي بينها وبينه لم تتأكد منه بعد ولم تستطع أن تدفعه فكلما رفضته وجدته يتحكم فيها أكثر وأكثر .

أنا أجزم وبعيداً عن كل تلك الكلمات والمقدمات التي سردتها آنفاً أنها لم تطلق تلك العبارات والاتهامات جزافاً ولم تفكر فيها دون أن ترى أو تسمع أنها تشعر بحبه وإن كان بينهما مفازات ومتاهات فلا حدود جغرافية للحب ولا فواصل زمنية .
نعم هي تشعر بحبها له يجتاحها وإن لم تره وتؤمن بالحب وهي تبادله الشعور نفسها دون أن تدرك ذلك أو أنها تعلم وتدرك ذلك ولكنها متمردة مكابرة تفضل الإنكار على الاعتراف وتقدم الوهم على الحقيقة وتعشق الانكار الفوضوي الذي لا يشفي ما في صدرها من حقيقة لا تستطيع أن تحيد عنها . فهو لم يصرح لها ولم يشر لها من قريب أو بعيد .

نعم .. هي تحبه وتحبه ... بل تعشقه وإن ادعت بأنه يدعي .

ترقبوا قريباً :
من تكونين ؟!
الحب بين الحسد والجسد .
إياكِ أعني
إن شاء الله تعالى .


 
التعديل الأخير تم بواسطة رجل وادي القمر ; 03-10-2010 الساعة 06:38 PM

رد مع اقتباس