الخـــاطره الثانــيه للأخ (رجــل وادي القمر)
خيالكِ يراودني كلما غمضت عيناي في سنة من النوم ، أو حتى لمجرد غمضة قصيرة ، أراكِ ملازمة لي في كل مكان ، وروحكِ تعيش مع روحي في حبور وسلام .
كلما تذكرتكِ تتهافت الكلمات علي ٌ تهافت الفراشات على بصيص الضوء فتجتمع حوله لتستأنس به وتظل بجواره .
أسمع لتلك الكلمات هدة وضجة عارمة في داخلي ، وكأنها سيل جارف ضاق بزخمه الوادي الفسيح في قوتها وضراوتها .
أو كأنها نهر دائم الجريان في دعة وهدوء يسير بانسياب على حصى الوادي وهي من تحته كأنها أنواع من الأحجار الكريمة رصع بها ذلك الجدول الصغير .
تشعر من خلال جريانه بالهدوء والأمان والانشراح .
وها أنا ذا أكتب فيكِ أجمل العبارات التي استلهمتها من ذلك الخيال الذي قد تركتيه في ذاكرتي ، أتخيلك ِ فتتبادر إلى ذهني صور كثيرة لكِ ، أزينها وأكسوها بكل أنوا ع الجمال ، أتخيلك تارة بدراً ، وتارة قمراً مكتمل الكيان ، وتارة غزالاً شروداً صَعُبَ على الصياد الماهر اقتناصه ، وتارةً وردة في أوج عنفوانها وأتم استوائها ، يعبق عبيرها في الأرجاء تتسلل رائحتها إلى الأنوف خلسة وقهراً.
لم أدع صورة جمالية يستحق خيالكِ أن تكون من أوصافه إلا وتخيلتكِ فيها .
كسوتكِ حللا سندسية خضراء ، فتبدى لي خيالك كأروع ما يمكن أن توصف جميلة ، وألبستكِ حريراً فأخذت مخيلتي لمعاته المتكسرة في أشعة الشمس والضياء كأنها سيوف مصلتة ، حتى جعلتني في سكرة غرامية لا اريد أن أفيق منها ، فأتصنع النوم وأغمض عيني إكراهاً حتى لا تغيبي عني في بلج النهار .
وكل هذا الخيال تكوني ملهمتي لانتقاء الكلمات وزجها في سطورٍ تعبر عما يعتلج في أعماقي منكِ وتجاهك .
أنت ملهمتي فاستمري في إلهامي ، ولا تتواري عن خيالي تبدي لي في الأحلام واليقضة ، اسطي على قلبي واجتياحه واسكني فيه كيفما شئتي ، فبوجودكِ أجد أعذب الكلمات تنساب على لساني من فيض نهركِ العذب ، وتزدان أحلامي بأروع خيال وأجمل تمثال رسمته لكِ في داخلي .
أنت ملهمتي فلا تبخلي عني بزيارة من خيالك لمخيلتي في الصحوة والنوم .
أنتِ ملهمتي فلا تقطعي عني ينبوع إلهامك السلسبيل ، أنت إلهامي فلا تدعيني أعود لتلك الصحراء المقفرة السحيقة .
أنتِ ملهمتي فلا ترميني في تلك الفيافي المقفرة والمفازات البعيدة .
أنتِ ملهمتي فدعيني أعيش على أمل اللقاء بكِ والارتواء من عذب كلامكِ وهمسك الحاني .
أنتِ ملهمتي فامنحيني فرصة أنثر عليكِ وحي إلهامكِ وأدونه في مدونات الغرام والعشق .
أنت ملهمتي يا غصن الرند فهل سأكون يوماً إلهامك؟! .
أنتِ ملهمتي