أكدت هيئة المساحة الجيولوجية في بيانها ليوم أمس، اقتراب الثوران البركاني صباح أمس من السطح، بعد أن انتفخت القشرة الأرضية في حرة الشاقة، بشكل يشبه قبة قطرها 40 كم، وأحدثت شقوقا أرضية بطول 8 كم، نتيجة تهيج حركة الصهارة بسبب صعودها إلى أعلى، وضغطها المستمر على الصخور المحيطة بها، وزادت قوة الهزات الأرضية تدريجيا إلى 2.82 درجة على مقياس ريختر. وحددت الهيئة، المنشأ الأساسي للنشاط الزلزالي الحالي، وقالت إن منشأه حركة الصهارة تحت السطح، وقالت إنها تمكنت من تحديد ذلك من خلال تحليل بيانات التثاقلية الأرضية، وصور الأقمار الصناعية الحديثة، والتوزيع المكاني للنشاط الزلزالي، والشواهد الجيولوجية، كما أمكنها من خلال تحليل خرائط الأقمار الصناعية وباقي الشواهد الأخرى، تحديد منطقة غرفة الصهارة، بالقرب من منطقة التشققات المصاحبة للنشاط الزلزالي الحديث، والممتدة بطول 8 كم في اتجاه شمال غرب ـ جنوب شرق، حيث يتركز النشاط الزلزالي الحالي في حرة الشاقة. وأوضحت الهيئة، تكون انتفاخ يشبه القبة بمسافة نصف قطرها يتراوح ما بين 15 كم إلى 20 كم، نتيجة لانتفاخ غرفة الصهارة بسبب صعودها إلى أعلى، وضغطها المستمر على الصخور المحيطة بها، تسبب في حدوث تمدد للقشرة الأرضية في المنطقة، ونتج عنه حدوث تشققات وتصدعات باتجاه شمال غرب ـ جنوب شرق، مما يشير إلى أن الصهارة قد وصلت إلى أعماق ضحلة، ومما يؤكد أيضا، أن الصهارة لم تصل بعد إلى مرحلة متقدمة جدا لعدم تسجيل الرجفات البركانية المستمرة المتميزة، بأشكالها الموجية حتى الآن، والتي تعتبر من أهم المؤشرات عن قرب حدوث البركان ـ لا قدر الله.
وبينت الهيئة أنها تراقب النشاط الزلزالي والمتغيرات المصاحبة له، من حيث التغير في الأشكال الموجية للهزات الأرضية المسجلة على مدار الساعة، وكذلك القياسات الحرارية، قياسات غاز الرادون ومدلولاته العلمية، وأملت أن تعود الأوضاع إلى حالة الاستقرار قريبا.
كما أشارت الهيئة إلى تسجيل عدة هزات بلغ أقواها 2.82 درجة على مقياس ريختر، وأكدت أن كافة المتغيرات والظواهر المصاحبة للنشاط الزلزالي من حيث القياسات الحرارية، وتركيز غاز الرادون لا تزال في معدلاتها دون تغيير ملحوظ.
وكانت «عكاظ»، كشفت في عددها الصادر يوم الأحد الماضي، عن منطقة الثوران البركاني، من خلال ما استنتجه أستاذ الجيولوجيا وعضو مجلس إدارة الجمعية السعودية لعلوم الأرض الدكتور عبد العزيز بن لعبون، في جولته الميدانية في حرة الشاقة. وأشار حينها إلى موقع النشاط الزلزالي والقشرة الأرضية الضعيفة التي تخرج منها الحمم البركانية أثناء الثوران، بدلالة الشقوق الأرضية المصاحبة للنشاط الزلزالي.