08-17-2010, 02:02 AM | #1 |
مطلع الشمس .
|
من الخطاب إلى الغياب ( صراع بين الكينونة واللاوجود ) .
من الخطاب إلى الغياب ( صراع بين الكينونية واللاوجود ) إنها السنن تخط أقدارنا وتحدد مسارها ، وترسم طريقنا على شرعتها ومنهاجها ، لا يحيد عنها أحد ولا يستطيع أن يعذلها أو يغير في قوانينها ، أقدار كتبت في الأزل وآمال نتطلع إليها ونسير نحوها على عجل ، فمنا من يجدها ومنا من يراها قد عادت إلى غياهب الأزل ، وصارت عنه في معزل ، فيقف مكانه في حيرة ووجل ، لا يستطيع أن يصل إليها ولو كثرت لديه الحيل . كنت أخاطبها بأناجيكِ وأعشقها بأعشقكِ ، وأحبها بأحبكِ ، وأهواها بأهواكِ ، وأغار عليها بأغار عليكِ ، حتى اندمجت الروح في عالم الخيال بخيال أمل وصنعت منه كينونة موجودة تسعى نحوها لتحظى بها وتحققها ، كانت الروح تسبح في عالمها وترفرف نحوها بجناحيها ، حتى تجدها في مكان ما من ذلك الفضاء الواسع ، كانت ترى روحها على خط الأفق البعيد ، تتوهج بضياء هادئ حالم ، كأنها كوكب دري ، فتهفو إليها كما تهفو الفراشة إلى بصيص الضياء وتحلق نحوه وتحط عليه ، أو من حوله . فلما وصلت إليها وجدتها مجرد ضياء وهمي قد زالت عنه هدأته وروعته وضعف توهجه ، وبهتت صفحته ، فتقدمت إليه ومدت يدها لتلمسه وتتحسس جسدها وتشعر بدفئها ، فإذا به ظلمات ورعد وبرق ، كلما أضاء لها تقدمت نحوها خطوة وإذا أظلم توقفت مكانها ، حتى استعادت يدها فإذا بها قد احترقت ، ونظرت إلى تلك الروح قد ولت وهربت ، وتوارت من جديد ، وانطلقت إلى عالم اللاوجود ، وسكنت فيه إلى الأبد ، وتركت فضاءها بما فيه ، كانت تعيش فيه مجرد سراب تبدى في أرض خراب ، فعادت الروح منكسرة محترقة ، باهتة اللون شاحبة الوجه ، نحيلة الجسد ، خائرة القوى محطمة النفس ، خائبة الأمل . فتحول الخطاب فأصبحت أناديكِ أناديها ، وأعشقكِ كنت أعشقها ، وأحبكِ كنت أحبها ، وأهواكِ كنت أهواها ، وأغار عليكِ كنت أغار عليها . وانقلب الخطاب من الخطاب إلى الغياب حتى انتهى تماماً وانكفأت النفس وعادت تلملم شعثها وتجبر كسرها ، وتحضن جسدها وتعزيها . وهكذا انتهى ذلك الصراع الدائر بين أن تكون الكينونة موجودة أو يكون الوجود لا وجود فكانت الأخيرة ، وانتهت الكينونة وذابت في عالم اللاوجود . فوداعاً لها أبدياً يبقى خالداً على مر العصور ، وإن أشرقت شمسها مرة أخرى ، فيكون جسراً مثلوما يخر عندما تريد العبور ، وسوراً عالياً وسداً منيعاً ، فقد عزت النفس وتعزت ، وضمدت جراحها وإن لم تندمل ، وبقيت تحت رماد الزمن تهيج في كل حين في صور من الذكرى المؤلمة ، وأحلام قاتلة ، وآمال باهتة غامضة . ووداعاً أبدياً لا لقاء بعده كما ودع القيصر آسيا الصغرى بعدما لاح نور أضاءت له بصرى من أرض الشام ، ووداعاً كما ودع كسرى عرش فارس بعدما خمدت النيران وسقطت شرفات الإيوان ، ووداعاً ياملهمة كانت تتنقل بين سطوري كما تتنقل الفراشة بين الورود والأزهار . ووداعاً كما ودعت الروح الجسد وشخصت إلى بارئها . وسلام عليها وإن رحلت ، وسلام عليها في غيابها ورحيلها ، وحياتها وموتها ، وفي الجب الذي هبطت إليه وفي العالم الذي انضمت إليه . - وسلام عليها يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث - مرة أخرى من مدونتي |
التعديل الأخير تم بواسطة رجل وادي القمر ; 08-17-2010 الساعة 02:04 AM
سبب آخر: اللون
|
08-17-2010, 03:09 AM | #2 |
|
رد: من الخطاب إلى الغياب ( صراع بين الكينونة واللاوجود ) .
قلم عائدا الينا بقوه وعظمه
تعودت ع قوة احرفه ترسخ وتنطبع بالذاكره تلقائيا فانت كما عهدتك ملك الكلمه كل عام وانتم بخير ورده |
|
08-17-2010, 07:25 PM | #3 |
|
رد: من الخطاب إلى الغياب ( صراع بين الكينونة واللاوجود ) .
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
|
هــذا الــزمــن حــاكم وأنــا فيــه محكـــوم
مــاهمنــي كبــر الفضــا و اتســــــــاعـــــه مــدام دمعــي جــف والقلــب مصـدوم بقــول للأحـزان سمعــا (ن) وطـاعـة ومــدامني عشـــت الــزمن دوم محـروم شيصيــر لوضـاقت علـــي كـل سـاعـة |
08-18-2010, 01:40 AM | #4 |
مطلع الشمس .
|
رد: من الخطاب إلى الغياب ( صراع بين الكينونة واللاوجود ) .
وردة في مهب الريح ..
كل عام وأنتِ بخير وبارك الله لكِ في هذا الشهر الكريم كان لوجودكِ في صفحتي الشرف العظيم ، وقد حظيتُ بروعة تعليقك وتشريفكِ لهذه الكلمات المتواضعة والتي زادت بتعبيركِ ألقاً وروعة . فأشكر لكِ هذا الإطراء الكبير الذي أعتز به وقد جعلت منه معرفاً أفتخر به وأتباهى .. ورصعت به وساماً يتلألأ بوهج كلماتكِ ، فشكراً جزيلاً لكِ كلما أخذت قلمي وفتحت صفحة ودونت به وعليها من كلمات ، فشكري لكِ بعدد أحرفها وكلماتها ، وكلما دونتُ في كل زمان ومكان . شكراً موصولاً متواصلاً إلى أن يرث الله الدنيا وما عليها . تقبلي تحياتي وردي المتواضع وكلماتي البسيطة وكل عام وأنتِ بخير . |
|
08-18-2010, 02:17 AM | #6 |
ابونواف الفيفي
|
رد: من الخطاب إلى الغياب ( صراع بين الكينونة واللاوجود ) .
ملك الكلمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ماشاءالله عليك نعم حقن انتاملك الكلمه وجدتونفسى بين طيات احرفك وابالسانى الى ان يرد ولوبخجل انتامبدع |
|
08-18-2010, 02:41 AM | #7 |
مطلع الشمس .
|
رد: من الخطاب إلى الغياب ( صراع بين الكينونة واللاوجود ) .
أبا نواف
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته إنما يسمو الإنسان بالتشجيع وبالكلمة الطيبة والثناء الحسن الذي يحظى به من أصحاب الإخلاق والنبل والكرم أمثالكَ فالناس للناس من بدوٍ وحاضرة .. بعض لبعض وإن لم يشعروا خدمُ وإنما أوردت هذا البيت كمثال على أن الإنسان مهما كان مبدعاً ومتألقاً فليس ذلك إلا بما يجده من دعم وتشجيع ممن حوله .. كان لردك وتعليقكَ الكريم الأثر الكبير في نفسي ، وقد لمست كلماتك تداعب إحساسي وتعبر إلى مواطن الاستحسان مني والرضى . فشكراً جزيلاً لك على هذا الرد والتعليق الكريم الذي ازددت به تألقاً وسمواً وسيجعلني أصر على المواصلة والسير قدماً نحو إيجاد الجديد على الأقل وإن لم يكن فيه من الإبداع الشيء الكثير . تقبل تحياتي وشكري وامتناني على مرورك وروعة ردودك ، وسمو خلقك . وكل عام وأنتَ بألف خير . |
|
08-18-2010, 03:01 AM | #8 |
|
رد: من الخطاب إلى الغياب ( صراع بين الكينونة واللاوجود ) .
ملك الكلمه اشكرك اخوي على هذه الاحرف الذهبيه التي سطرتها اناملك وهذا الابداع ليس بغريب عليك فبارك الله في جهودك ودمت ودام هذا التألق والاختيار والطرح الجميل موضوع يستحق التقيم والتميز دمت بحب وسعاده وكل عام وانت بخير |
|
08-18-2010, 03:39 AM | #9 |
مطلع الشمس .
|
رد: من الخطاب إلى الغياب ( صراع بين الكينونة واللاوجود ) .
كان مرورك رائعاً ( أسير الصمت )
وتعليقك ضافياً شكراً لك . وكل عام وأنتم بخير . |
|
08-20-2010, 02:43 AM | #10 |
|
رد: من الخطاب إلى الغياب ( صراع بين الكينونة واللاوجود ) .
كلمات رائعه من شخص رائع
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . |
أحبـُكِ أنتِ .. وهـكـذا أنـا دونك حنين يتجرع حنين..أريـدُكِ أنت .. فما:الخفـقـةُ الــزائدة في قلبي الا بحثا عنك ورغبة في لقاكِ .. فأنتي كلماتٌ تمزقنيُ لوعة كلّما هـممتُ بالإختلاء بكِ على صدرِ الورق ..!! وفداحـــةُ جِــراح ..بالمساء والصباح وتمتمةُ رجــــاء .. ♥ ,/’ نجم الثريا |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|