10-04-2010, 03:55 PM | #1 |
|
لا تخشى غما . وتشكوا هما..
لا تخش غما ، ولا تشك هما ، ولا يصبك قلق الحمد لله على إحسانه ، والشكر له على توفيقه وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشانه ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه ، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه . أما بعد : عباد الله : لو كلف كل واحد منا نفسه ، في أن يحرك جفنيه ، ليرى يمنة ويسرة ، مشاهد متكررة ، من صرعى الغفلة وقلة الذكر ، أفلا ينظر إلى ظلمة البيوتات الخاوية من ذكر الله تعالى ، أولا ينظر إلى المرضى المنكسرين ، أوكلهم الله إلى أنفسهم لما نسوه ، فلم يجبروا عظما كسره الله، وازدادوا مرضا إلى مرضهم ، أولا ينظر إلى المسحورين والمسحورات ، وقد تسللت إليهم أيدي السحرة والمشعوذين ، والدجاجلة الأفاكين ، فانتشلوا منهم الهناء والصفاء ، واقتلعوا أطناب الحياة الهادئة ، فخر عليهم سقف السعادة من فوقهم . أو لا يتفكر الواحد منكم في أولئك المبتلين بمس الجان ومردة الشياطين يتوجعون ، ويتقلبون تقلب الأسير على الرمضاء ، تتخبطهم الشياطين من المس فلا يقر لهم قرار ، ولا يهدأ لهم بال أرأيتم عباد الله لو كلف كل واحد منكم نفسه بهذا ، أفلا يُسائل نفسه أين هؤلاء البؤساء من ذكر الله عز وجل ؟! أين هم جميعا من تلك الحصون المكينة ، والحروز الأمينة ، التي تعتقهم من عبودية الغفلة والأمراض الفتاكة ؟!! أما علم هؤلاء جميعا ، أن لدخول المنزل ذكرا وللخروج منه ؟! أما علموا أن للنوم ذكرا وللاستيقاظ منه ؟! أو ما علموا أن للصباح من كل يوم ذكرا ، وللمساء منه ؟ ! بل حتى في مواقعة الزوج أهله ، بل وفي دخول الخلاء – أعزكم الله – والخروج منه ؟ بل وفي كل شيء ذكر لنا منه الرسول صلوات الله وسلامه عليه أمرا ، علمه من علمه وجهله من جهله . والواقع أيها الناس ، أنه إنما خذل من خذل من أمثال هؤلاء الغافلين ، لأنهم على عجزهم وضعفهم ، ظنوا أنفسهم شيئا مستقلا ، لا سباق لهم في ميدان ذكر الله ، بينما نجد آخرين عمالقة في قوتهم ، وهم من ذلك ، يرون أنفسهم صفرا من دون ذكر الله تعالى ، فكانت النتيجة أن طرح الله البركة واليمن على من ذكروه ، فنجوا وأفلحوا ، ورفع رضوانه وتأييده عمن اعتز بنفسه ، فتركه مكشوف السوءة عريان العورة . فاتقوا الله معشر المسلمين ، واعلموا وفقكم الله ، أن لسائل أن يسأل : ما بال ذكر الله سبحانه، مع خفته على اللسان وقلة التعب منه ، صار أنفع وأفضل ، من جملة العبادات مع المشقات المتكررة فيها ؟ فالجواب : هو أن الله سبحانه جعل لسائر العبادات مقدارا ، وجعل لها أوقاتا محدودة ، ولم يجعل لذكر الله مقدارا ولا وقتا ، وأمر بالإكثار منه بغير مقدار ، لأن رؤوس الذكر هي الباقيات الصالحات ؛ لما ثبت عن النبي صلوات الله وسلامه عليه أنه قال: (خذوا جُنتكم . قلنا : يا رسول الله ، من عدو قد حضر ؟ قال : لا ، جنتكم من النار ، قولوا : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله، والله أكبر . فإنهن يأتين يوم القيامة منجبات ومقدمات وهن الباقيات الصالحات )) رواه الحاكم وصححه . ثم ليعلم كل مسلم صادق ، أن المؤثر النافع ، هو الذكر باللسان على الدوام ، مع حضور القلب ؛ لأن اللسان ترجمان القلب ، والقلب خزانة مستحفظة الخواطر والأسرار ، ومن شأن الصدر ، أن ينشرح بما فيه من ذكره ، ويلذ إلقاءه على اللسان ، ولا يكتفي بمخاطبة نفسه به في خلواته حتى يفضي به بلسانه ، متأولا قول الله عز وجل : واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين [سورة الأعراف:205]. فأما الذكر باللسان ، والقلب لاه ، فهو قليل الجدوى ، قال رسول اللهصلوات الله وسلامه عليه : ((اعلموا أن الله لا يقبل الدعاء من قلب لاه )) رواه الحاكم والترمذي وحسنه . وكذا حضور القلب في لحظة بالذكر ، والذهول عنه لحظات كثيرة ، هو كذلك قليل الجدوى؛ لأن القلب لا يخلو من الالتفاف إلى شهوات الدنيا ، ومن المعلوم بداهة أن المتلفت لا يصل سريعا ؛ ولذا فإن حضور القلب على الدوام أو في أكثر الأوقات هو المقدم على غيره من العبادات ؛ بل به تشرف سائر العبادات وهو ثمرة العبادات العملية . ولذا فإن رسول الله حذر من أن تنفض المجالس دون أن يذكر الله عز وجل فيها بقوله صلوات الله وسلامه عليه : (( ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله تعالى فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان لهم حسرة )) رواه أبو داود والحاكم . فهذا رسول الله صلوات الله وسلامه عليه يمقت مجالس الغافلين ، وينهى عن كل تجمع خلا من ذكر الله ، وأن المجالس التي ينسى فيها ذكر الله ، وتنفض عن لغط طويل ، حول مطالب العيش ، وشهوات الخلق ، في تهويش وتشويش ، وهمز ولمز ؛ هي مجالس نتنة ، لا شيء فيها يستحق الخلود ، إنما يخلد ما اتصل بالآخر سبحانه وتعالى ، ولذا فقد قال صلوات الله وسلامه عليه : ((من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك . إلا كفر الله له ما كان في مجلسه ذلك )) رواه الترمذي وابن ماجة فاتقوا الله أيها المسلمون ، واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ، واتق الله أيها المسلم الغافل ، فإن كنت بعد هذا ، قد أحسست أنك ممن قد فقد قلبه بسبب غفلته ، فلا تيأس من وجوده بذكر الله فقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن ألا تلاقيا . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم يا أيها الذين ءامنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون [سورة المنافقون:9]. |
ممنوع وضع اي دعايات او صور نسائية او موسيقى بالتوقيع الادارة |
10-04-2010, 04:10 PM | #2 |
|
رد: لا تخشى غما . وتشكوا هما..
سبحان الله والحمد لله ، ولا إله إلا الله والله أكبر جزاكي الله خيرا.
|
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم |
10-04-2010, 04:43 PM | #3 | |
|
رد: لا تخشى غما . وتشكوا هما..
[table1="width:95%;"]
| [/table1]تسلمي شموووع على المرووور والرد... |
ممنوع وضع اي دعايات او صور نسائية او موسيقى بالتوقيع الادارة |
10-04-2010, 08:43 PM | #4 |
|
رد: لا تخشى غما . وتشكوا هما..
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
|
أحبـُكِ أنتِ .. وهـكـذا أنـا دونك حنين يتجرع حنين..أريـدُكِ أنت .. فما:الخفـقـةُ الــزائدة في قلبي الا بحثا عنك ورغبة في لقاكِ .. فأنتي كلماتٌ تمزقنيُ لوعة كلّما هـممتُ بالإختلاء بكِ على صدرِ الورق ..!! وفداحـــةُ جِــراح ..بالمساء والصباح وتمتمةُ رجــــاء .. ♥ ,/’ نجم الثريا |
10-04-2010, 09:00 PM | #5 | |
|
رد: لا تخشى غما . وتشكوا هما..
[table1="width:95%;"]
| [/table1]نجم الثريا مشكوووور على المروووور,, |
ممنوع وضع اي دعايات او صور نسائية او موسيقى بالتوقيع الادارة |
10-04-2010, 10:02 PM | #6 |
|
رد: لا تخشى غما . وتشكوا هما..
جنوووون الطفووووله اشكرك على روعة ماطرحيته جزاك الله الجنه وبارك الله في جهودك ودمت ودام ابداعك وتألقك وبانتظارجديدك ودمت بحب وسعاده والله يعطيك العافيه |
|
10-04-2010, 10:24 PM | #7 | |
|
رد: لا تخشى غما . وتشكوا هما..
[table1="width:95%;"]
| [/table1]شرفني مروركـ آسير تسلم والله,, |
ممنوع وضع اي دعايات او صور نسائية او موسيقى بالتوقيع الادارة |
10-05-2010, 01:58 AM | #8 | |
|
رد: لا تخشى غما . وتشكوا هما..
[table1="width:95%;"]
| [/table1]اسأل العظيم المنان ان يجزيك بكل حرف نقشته كفك هنا من توكل على الله حق توكله كفاه اين نحن من الذاكرين الله كثيروالذاكرات وفقك الله ورضي عنك وارضاك |
|
10-05-2010, 07:39 PM | #9 | |
|
رد: لا تخشى غما . وتشكوا هما..
[table1="width:95%;"]
| [/table1]يسلمووو روحي فيفاء على المروووور.. |
ممنوع وضع اي دعايات او صور نسائية او موسيقى بالتوقيع الادارة |
10-19-2010, 02:37 AM | #10 |
|
رد: لا تخشى غما . وتشكوا هما..
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|