04-25-2012, 03:12 PM | #1 |
|
بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
الحمد لله واهب الحياة وسالبها، مُقيم الأجساد بالأرواح وقابضها، خلقنا من تراب وإليه يُصيرنا، ومن التراب عندما يشاء يقيمنا ويبعثنا. وأصلي وأسلم على المُصطفى المختار الذي أطال الحديث عن الموت وشدته، والقيامة وأهوالها وأحوالها، والنار وعذابها، والجنة ونعيمها، فنبَّه العباد من غفلتهم، وخلَّصهم من حيرتهم، ووجَّههم الوجهة الصحيحة. وبـــعد..،، فإننا جئنا الحياة بإرادة واهب الحياة ومُبدعها ونمضي من الحياة عندما يريد واهب الأمانة سلبها وقبضها فأقوامٌ يأتون، وآخرون يرحلون وسيأتي اليوم الذي ينتهي فيه الوجود الإنساني كله بل سيُدَمر فيه الكون كله ولكن هذا الفناء ليس هو النهاية بل هو مرحلة في الأطوار التي يمر الإنسان بهاوسيأتي يوم نعود فيه جميعًا إلى الحياةلنُحَاسَب على ما قدمنا وعملنا ولما كان الارتباط بين حياتنا هذه وحياتنا الأخرى وثيقًا إذ كانت هذه الحياة بمثابة الحرث والزرعوكانت تلك بمثابة الجني والحصاد كان لابد للإنسان من أن يعلم عن حياته الآخرة ما يدعوه للاستعداد لها .. وإقامة حياته الدنيا على النمط الذي يُحقق له في الآخرة خيرًا وفضلًا ..فماذا أعددنا لمشاهد الموت وأسرار القيامة؟! وهل جال بخاطرك أخيتي هول ذلك اليوم المشهود؟! وفي هذه السلسلة سنعرض أخيتي للمشاهد التي يمر بها الإنسان من وقت حضور ملائكة الموت وحتى دخوله القبر وما يلقاه هناك من نعيم أو عذاب.ثم ننتقل إلى مشهد آخر حيث يوم القيامة وأهوالها ..النفخ والبعث .. والصراط والميزان ..ثم الحشر إما إلى جنة الخُلد .. وإما إلى عذاب الهُون ..تابعينا أخيتي .. فكفى بالموت واعظًا، والعاقل من اتعظ!! بـــعـــد الـموت *** مشـاهـد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة القيامة الصُغرى يطلق على المرحلة التي يمر بها الإنسان بعد هذه الحياة الدنيا عدة أسماء ، منها : القيامة الصغرى ، والبرزخ ، والموت. والقيامة الصغرى هي الموت فكل من مات فقد قامت قيامته ، وحان حينه وتسمى القيامة الصغرى أيضاً بالميعاد الأول ، كما تسمى البرزخ يقول ابن القيم : "الموت بعث ومعاد أول"، فإن الله جعل لابن آدم معادين وبعثين يجزي فيهما الذين أساؤوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى . فالبعث الأول :مفارقة الروح للبدن ، ومصيرها إلى دار الجزاء الأول |
|
04-25-2012, 03:14 PM | #2 |
|
رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
البرزخ البرزخ في كلام العرب الحاجز بين الشيئين، والبرزخ في الشريعة : الدار التي تعقب الموت إلى البعث . قال تعالى : ( وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) [ المؤمنون : 100 ] . قال مجاهد : هو ما بين الموت والبعث. وقال ابن القيم : "عذاب القبر ونعيمه اسمه لعذاب البرزخ ونعيمه ، وهو ما بين الدنيا والآخرة ، قال تعالى : ( وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [المؤمنون : 100] . وهذا البرزخ يشرف أهله فيه على الدنياوالآخرة". المـوت الحياة والموت متناقضان، ولذا فإن معاجم اللغة العربية تُعرِّف كل واحد منهما بأنه نقيض الآخر، وأصل الموت في لغة العرب : السكون ، وكل ما سكن فقد مات. والموت: "انقطاع تعلق الروح بالبدن ، ومفارقته وحيلولة بينهما ، وتبدل حال ، وانتقال من دار إلى دار" الوفاة الكبرى والوفاة الصغرى النوم شبيه الموت ، ولذلك يسميه علماؤنا بالوفاة الصغرى ، فالنوم وفاة ، والقيام من النوم بعث ونشور( وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ ) [ الأنعام : 60 ] وفي النوم تقبض أرواح العباد ، ومن شاء الحق أن يمسك روحه في حال نومه أمسكها ، ومن شاء بقاءها ردها إلى الأجل الذي حدده الحق ، قال تعالى : ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ) [ الزمر : 42 ] . " |
|
04-25-2012, 03:14 PM | #3 |
|
رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
الموت حتم لازم والموت حتم لازم لا مناص منه لكل حي من المخلوقات ، كما قال تعالى :( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) [ القصص : 88 ]. ولو نجا أحد من الموت لنجا منه خيرة الله من خلقه محمد صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ) [ الزمر : 30 ] ، وقد واسى الله رسوله بأن الموت سنته في خلقه ( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ) [الأنبياء : 34]. والموت حق على الإنس والجن ، ففي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : " أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ يَمُوتُونَ" رواه البخاري في كتاب التوحيد. للموت أجل محدد للموت وقت يأتي فيه ، فلا يستطيع أحد أن يتجاوز الأجل الذي ضربه الله ، وقد قدر الله آجال العباد ، وجرى بذلك القلم في اللوح المحفوظ ، وكتبته الملائكة الكرام والمرء في بطن أمه ، فلا يتأخر المرء عما كتب له ولا يتقدم. قال تعالى : ( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً )[ آل عمران : 145 ] ، وقال : ( أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ) [ النساء : 77 ] . وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود قال : قالت أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، ورضي الله عنها : " اللهم أمتعني بزوجي رسول الله ، وبأبي أبي سفيان ، وبأخي معاوية " .قال : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لقد سألت الله لآجال مضروبة ،وأيام معدودة ، وأرزاق مقسومة ، لن يعجل شيء قبل حِلِّه ، ولن يؤخر الله شيئاً بعد حِلِّه ، ولو كنت سألت الله أن يعيذك من عذاب في النار ، أو عذاب في القبر كان خيراً أو أفضل " |
|
04-25-2012, 03:15 PM | #4 |
|
رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
لا علم للعباد بالوقت الذي يحضر فيه الموت ،وينزل بهم ، فإن علم ذلك لله وحده ، وهو واحد من مفاتيح الغيب التي استأثر الله بعلمها. قال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) [ لقمان : 34 ] |
|
04-25-2012, 03:16 PM | #5 |
|
رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
الاحتضار وحضور ملائكة الموت إذا حان الأجل وشارفت حياة الإنسان على المغيب أرس الله رسل الموت لسلِّ الروح المدبِّرة للجسد والمحركة له ،( وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ ) [ الأنعام : 61 ]. وملائكة الموت تأتي المؤمن في صورة حسنة جميلة ، وتأتي الكافر والمنافق في صورة مخيفة ففي حديث البراء بن عازب أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :" إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة ، نزل إليه ملائكة من السماء ، بيض الوجوه ،كأن وجوههم الشمس ، معهم كفن من أكفان الجنة ، وحنوط من حنوط الجنة ، حتى يجلسوا منه مدَّ بصره ، ثم يجيء ملك الموت عليه السلام ، حتى يجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الطيبة( وفي رواية : المطمئنة )اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان . قال : فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من فيِّ السقاء ، فيأخذها وإن العبد الكافر ( وفي رواية الفاجر ) إذا كان في انقطاع من الآخرة ، وإقبال من الدنيا ، نزل إليه من السماء ملائكة غلاظ شداد سود الوجوه ، معهم المسوح [من النار] فيجلسون منه مدَّ البصر ، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه ،فيقول : أيتها النفس الخبيثةاخرجي إلى سخط من الله وغضب . قال : فتفرق في جسده ، فينتزعها كما ينتزع السفود [ الكثير الشعب ] من الصوف المبلول ، [فتقطع معها العروق والعصب] " |
|
04-25-2012, 03:17 PM | #6 | |
|
رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
|
|
|
04-25-2012, 03:18 PM | #7 | |
|
رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
|
|
|
04-25-2012, 03:19 PM | #8 | |
|
رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
|
|
|
04-25-2012, 03:19 PM | #9 | |
|
رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
|
|
|
04-25-2012, 03:20 PM | #10 | |
|
رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
|
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|