![]() |
#1 |
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() الحصة : الثانية
اليوم : الأحد المادة : قراءة للصف الأول .. بدأ الطلاب يعملون في حل تدريب كتابي ، انتهى البعض وبدأت أتجول بينهم لأصوب لمن انتهى منهم . كنت ومازلت أحمل مسبحة لا تفارق جيبي . وبينما كنت منحنيا للتصويب لأحد الطلاب ، وإذا بالمسبحة قد ظهر جزء منها . أحسست بمن يعبث بها ، لم ألتفت ولكن نظرت نظرة تحت يدي فمن شاهدت ؟ أحد الطلاب يداعب المسبحة ويبتسم ابتسامة حنونة .. أخرجت السبحة ووضعتها في حجره دون أن ألتفت . اتجهت للسبورة وعدت للشرح ثم طلبت من الصغار التجهز للفسحة . لمحت الصغير وإذا به قد وضع المسبحة فوق الطاولة بين يديه يدعكها بقوة ثم يشمّها . قرع الجرس وخرج الأطفال والطفل باق في مكانه تشاغلت عنه ، فتقدم الطفل وقال : " يبه ".. توقف ثم قال : "أستاذ سبحتك".. مددت يدي لأخذها وحينها أمسك الطفل بيدي وقبّلها . وقال : " أنا أحبك يا أستاذ " فانحنيت وقبّلت رأسه . خرج من الصف ، وبذهني استفهامات كثيرة . خرجت , وفي أحد أروقة المدرسة قابلت الوكيل وسألته عن ملفات الطلاب . وصلت لملف الطفل فتبين لي أن والده توفي في حادث قبل بداية المدرسة بشهر . كان الطفل يتمنى أن يشاركه والده يومه الأول .. وبلا نظريات علم النفس أرادني الطفل أبا بديلا .. بدأت أعزز طفلي بالملامسة والسلام , وفي الطابور أقف بجانب الطفل وأتابعه طوال اليوم . نجح للصف الثاني . وأذكر أنه كان يلعب كرة القدم فضربه أحد زملائه ، فانطلق باكيا إلى غرفة المعلمين , ثم اتجه إلي ودموعه تسيل وقال : فلان ضربني قلت له : ما له حق قال : قم احسب لي بلنتي قلت : أبشر خرجت معه وأعلنت احتجاجي للحكم ( معلم التربية البدنية ) فامتثل وأخذت الصافرة وأعلنت بلنتي وسدد صغيري الكرة . صغيري الآن اجتاز المستوى الثالث في كلية اللغة العربية . لن أنساك يا ماجد فأنت بعد الله من كنت سببا في لين قلبي وعلمتني كيف تكون التربية والتعليم .. كل مرة أسرد القصة تغالبني دموعي وهذه المرة أرهقتني بحق ! صورة مع التحية لكل معلم.. |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|