دع الاحزان تبكي

01-30-2010, 08:56 PM

السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته

!-’‘.•` ُ(.. دَع اِلأحــَزٍآن .. تـبـكِي ..)ُ `•.‘’-!
نـعـم .. دعها تبكي .!!؟
فـأنتَ إنسان .. .. ومن حقك أن تبتسم ..
و من حقك أيضاً أن تظل عيناك جافة من الدموع
دموع .. أنزلتها دُنيا حقيرة وغربة بـِالرحمة فقيرة
لماذا جعلت الهموم و الأحزان تتجرأ على إنزال دمعتك ..؟؟
في زمن أنت أحوج فيه إلى القوة ..!؟
لماذا جعلتها تمسح إبتسامة ً.. تصبح رمزاً لك للتفاؤل و الأمل ..؟
إبتسامة ً تبيّن أنك ما زلت سعيداً .. رغم قسوة الدُنيا و من فيها ..!؟
لماذا لا تجعل الأحزآن و الهموم تبكي من جبروت إبتسامتك وكبرياء أملك ..؟
لأنها لم تجد إلى قلبك مدخلاً ..؟
لماذا تغلف نفسك بـ الحزن ..؟
لا تقل لأني غريب .. وأظل أنادي وأنادي .. ولكن لا مجيب ..؟
سَـأقول لك .. لا تتعجل ..؟
فـَ لديك لسان .. و يدان .. و رجلان ..!؟
تستطيع أن تكسب بهم أفضل الخلان !
ولكنك إكتفيت بـِ الإنطواء والعزلة ..
حتى أصبحت في صفحة النسيان
مهما أشتد الظلام ..
فـ شمعة واحدة .. كفيلة بـِأن تبدد كل هذا الظلام !
و مهما طال الليل ..
فـ دقيقة واحدة من فجر .. كفيلة بـِأن تنسيك كل هذا الليل !
ومهما طال الحر والجفاء ..؟
فـ رشفة من الماء كفيلة بـأن تنسيك ما كان فيك من عطش !
وإن ظـللت تسير في طريق ملئ بـ الشوك والعطش و الحرارة..؟
عندما تصادف واحة مليئة بـِ الورود .. سوف تنسيك كل تلك الأشواك ..؟
وإن رأيت بـُحيرة ماء عذب .. فسوف تنسيك ما كان فيك من عطش ..؟
وإن جلست تحت ظل شجرة .. فسوف تنسيك ما كان من حرارة ..؟
تخيل أن هذه الدُنيا .. كـالطريق !
فـسر بـِه .. واجعل ’‘.. التفاؤل ..’‘ ماءك كي لا تشعر بالعطش ..!
’‘.. والأمل ..’‘
عصاتك كي لا تتعب ..!
’‘.. والابتسامة ..’‘
ظلك كي لا تـتأذى من حرارة الشمس ..!
!~.. إبتـسـم ..~!
فـَأنت أولى بها ..!
كي تسير في دُنيا الغربة وأنتَ شامخ ..
و رافع رأسك .. وغلاف سلام .. يغلّف قلبك الطاهر ..؟
!
؛
’‘.. دع الأحزان تبكي ..’‘
حتى لا تكون جسدًا بـِلا روح .. ورائحة الحزن تفوح منك ..؟
وتبقى مُـثقلا بـالجراح ..!؟
عندها .. ستموت كل الورود التي في قلبك ..
فـَ لا تحزن .. و لا تيأس
لا تجعل آهاتك في قلبك
هيــا ... قـُم إبحث عن من يُضمد جراحك و يمسح دموعك
إبحث .. عمن تلجأ إلى قلبه ..
إبحث .. عمن تخرج كلماته بكل دفئ وحنان
إبحث .. عمن ستجده عوناً لك .. لا عليك
هيــا .. فـهو موجود و ينتظرك ..؟
فقط أسلك الطريق المؤدي إليه ..
وأعلم بـِ أنك بسعادتك .. سترى الأيام تسرع بك إلى مبتغاك ..؟
وبـِ حزنك سترى الأيام تمشي .. وكـأنها تُخالف هواك
واعلم بـأنهُ سيبقى إلى جانبك
فـ هذا عهدك بـِه ... وعهدهُ بـك !!
أتعلمون ..؟
رغم كل محاولاتي .. لـِ زرع الأمل .. ونسيان البكاء
ورغم كل ما كتبته ..

ل
ك
م
يبقى الصمت والحزن مُسيطرًا عليّ .. ولا أستطيع التخلص مِنه ..؟؟؟!؟؟
فـَ الإنسان .. قد يجد الحلول لـِ غيره .. ويطلب منهم تطبيقها
ومع هذا .. لا يستطيع هو تطبيقها ..
اتمنى للجميع الابتسامة الدائمه

مــــع احترامي
عاشقة الساحل

02-01-2010, 01:45 AM

عاشقة الساحل ... لا أدري لماذا عشقت الساحل ألأنه أرض منبسطة يوحي إلى النفس بالبساطة والسهولة ، وطول الامتداد ، أم لأنه تسير والبحر كأنهما صديقين وفيين إلى مصير واحد ومنتهى واحد ، أم لأنك درجتي فيه وترعرتي على كثبانه واستنشقتي هواءه الطلق النقي ؟ ! طبعاً هذه مقدمة أحببت أن أبدأ بها ليتسنى لي الولوج إلى موضوعك الرائع . فأرجو المعذرة إن كنت قد تجرأت على شيء من خصوصياتك .

عاشقة الساحل : موضوعك تبرق منه كلمات الإبداع ، وتزينه شذرات ندية من العاطفة الصادقة التي صبغتي بها موضوعك ، وأظهرتيه في حبكة سهلة ، ومعان جزلة وواضحة .
ولكنكِ تريدين أن تحبسي الأحزان وتزجي بها في أعماقك وتحتفظي بها في داخلك ، رغم أنها تحاول أن تخرج وتتنفس الصعداء لتبوح بما يعتلج في طيات نفسك ، فتحتدم معاركها في أعماقك وتكاد نارها تميز من الكبت ، فتشترك مع نفسك في معركة ضارية فإن انتصرتِ عليها واستطعتِ أن تئديها في داخلك فلا يعتبر ذلك نصر محقق وإن تخيلتي ذلك ولكنكِ حكمتي عليها بالبقاء مكبوتة رغماً عنها ومن الحنق والغيظ تحترق في الأعماق وتتفجر كأنها جمالة صفر فتنتشر في أرجائك حتى تهتكها وتدمرها ، وحينها لا تستطيعين تجفيف الدموع بل ستنهمر ولكنها ليست إلا دموع بلا طعم ولا فائدة ولا تخفف عنك .

البكاء أحياناً قد يكون ملجأ يهرب إليه الإنسان ليخفف من وطأة حدث كبير تعرض له وبالتالي فهو يعبر عنه عبر الدموع التي هي بمثابة ماء يطفئ لهيب النار المشتعلة في الأعماق .
هناك دموع لا نستطيع إخفائها ولا تجفيفها أو منعها من الانهمار بغزارة ولكننا نتوارى عن الأنظار كي لا يرانا أحد ونحن نذرفها ، فنهدر منها ما استطعنا حتى ترضى منه نفوسنا ، فراق الأحباب والخلان والأصدقاء الأوفياء والذكريات والأيام الخوالي عندما تعبر كلمح بالبصر من أمام أعيننا وتتجلى في مخيلتنا لا نستطيع إلا أن نعبر عنها بوابل من الحزن والأسى ونعالج الحسرة والندم ونردد الآهات والمنى .

نعم أنا معك في ضرورة التبسم والشعور بالسعادة والراحة وقد ندرب أنفسنا عليها غذا ما اشتدت علينا وطأة الحزن والأسى ، ولكن النفس عدة عوامل لا تتجزأ ولا تنفصل عن بعضها مطلقاً ، فيها الأفراح والأتراح والسرور والحزن والراحة والتعب ... إلخ وهكذا تناقضات ومرادفات لابد منها ، فلولا الحزن لما سعدنا ولولا الترح لما فرحنا ، ولولا البكاء لما ضحكنا ، وهكذا أمور بعضها مكمل لبعض لا يمكن أن يكون شيء منها دون الآخر إطلاقاً فهذا يأتي بذاك وذاك يطرد هذا .

عزيزتي ... موضوعك شيق جداً ورائع وهو غني بالكلمات الصادقة المعبرة التي لا يسع القارئ إلا أن يقف عند كل كلمة منها يتأملها ويستخلص منها حكماً وفوائد ومعان جمة تفتح أمامه أفاقاً من العبارات ويتمنى أن يناقشها معكِ كلمة كلمة حتى يستوفي الموضوع حقه من النقاش ويحضى بنصيبه من التحليل والمنطق .
وقد كتبت هذه الأسطر المتواضعة التي لا تساوي شيئاً أمام موضوعك وكلماتك وأنا على عجلة من أمري ولعلي أعود فأستكمل ما يجيش في نفسي عسى أن استطيع أن آتي ولو باليسير من الشرح والتعليق . كم أنني قد تجولت في المنتدى فلم أجد من المواضيع ما يمكن مقارنته بهذا الموضوع من حيث الإبداع والجودة .

تقبلي خالص تحياتي وإلى الأمام واستمري في تألقك وإبداعك سلمت يداك .

02-02-2010, 02:02 PM

يسلموووووو اخي ع المرور
وتعليقك الاروع عى موضوعي
الله يحفظك ان شاء الله
جزيت الجنة

02-02-2010, 09:13 PM

أيا عاشقة الساحل :
ولو ... العين ما تعلا على الحاجب . وموضوعك هو الأجمل ، لأنه انفتق عنه ردي وهو الأصل والذي فتح لي هذه الأفاق من الكلمات البسيطة التي تشرفت بالتعليق بها عليه .

اقتباس :
و مهما طال الليل ..
فـ دقيقة واحدة من فجر .. كفيلة بـِأن تنسيك كل هذا الليل !

هذه الكلمة أعجبتني كثيراً ، لأنها حقيقة ثابتة ، فالليل مأوى الأحزان ، عندما تأخذ الشمس في الانحراف نحو الغروب ، تسير ببطء لتتوارى خلف الأفق ، وتنسحب خلفها آية النهار المبصرة ، ووتدب في أوصالها عتمة الظلام ، وحلاكة الليل ، ويبدأ سواء الليل يغطي الكون حتى يحتدم الظلام ويعم الأرض ، ويبدأ السكون يخيم على البرية بأجمعها ، تهدأ المخلوقات وتسكن ، وتأرز الطيور وكل ما يعيش في النهار إلى وكناتها لتنعم بالسكون ، وفي الليل تعود النفس إلى حديثها ، لتستعيد شريط الماضي ، أو لتتقلب على أحزانها ومتاعبها ، وكأنما الليل هو نصيبها وحظها من الإنسان ، وبدلاً من أن تأخذ النفس راحتها وتستعيد نشاطها من جديد تأبى إلا أن تثير لحظات الماضي ، وتغفل المستقبل ، وكأنما هي ماض بلا مستقبل ، فما أطول الليل عليها ، وما أوحشه عندما يتجافا جنبه عن فراشه وتعصف به آفات السهر وعذابه ، ينتظر النهار بفارغ الصبر يستشرف المشرق لعله يرى بصي الصباح تشق عتمة الليل البهيم ، ولترفع عنه ذلك الحمل والغم الذي ظل يصارعه طول ليله .
وعندما تحل أو دقيقة من النهار وتفيق عليها الطيور في أعشاشها وتخترق صمت الليل بصدحها وغنائها مؤذنة ببزوغ فجر جديد ، وهنا يستنشق متعب الليل أول نسمة من النهار بعد معاناة ومكابدة ظلت سويعات كانت عليه ساعات ، فينهض من مرقده حتى يستوي على فراشه يتنفس الصعداء ، فيستقبل نهاره الجديد تتجدد أمامه الآمال بأن تتبدد الأحزان .
فما أجمل النهار عندما يجعل منه الإنسان وسيلة للتخلص من أحزانه وهمومه ، ويهرب إليه لعله ينسى قسطاً من أحزانه ، ويضع عن كاهله أوزار الليل الماضي ويبددها بمحاسن النهار الجميل .

أرجو أن تقبلي شكري وتحياتيواعتذاري على هذا الاختصار .. وأمتعينا بمواضيعكِ وأثري المنتدى بإبداعك .