04-20-2010, 11:49 PM | #1 |
|
قريباً على صفحة هذا المنتدى...
قريباً.... المختار بن أبي عبيد الثقفي...... فترة مضطربة من تاريخ أمتنا!!!. هادي بن علي بن أحمد أبوعامرية..
|
|
04-21-2010, 03:07 PM | #2 |
|
رد: قريباً على صفحة هذا المنتدى...
نحن بالانتظار يا ابو عامريه
لك ودى وعبير ردى |
[web]http://dc07.arabsh.com/i/02621/5irmxwjhq8b0.jpg[/web]
|
04-22-2010, 01:33 AM | #4 |
|
رد: قريباً على صفحة هذا المنتدى...
الحلقة الأولى: المختار بن أبي عبيد الثقفي... فترة مضطربة من تاريخ أمتنا!! رجل سلّطه الله على مستحقين، يقول عن نفسه: إنما أنا رجل من العرب رأيت ابن الزبير انتزى على الحجاز، ورأيت نجدة انتزى على اليمامة، ومروان على الشأم، فلم أكن دون أحد من رجال العرب. تعودنا في وطننا العربي أن تؤثر خلافاتنا المذهبية على دراساتنا التاريخية مع أن المؤرخ يجب أن يكون متجرداً وأميناً فيما ينقل، وما أشق على الكاتب أن يتجرد من المؤثرات النفسية التي تؤثر على انفعالاته، وأريد أن أكتب عن هذا الرجل شيعي المذهب، ولكن التشيع في زمنه لم يكن مذهبياً ولا دينياً، بل كان سياسياً في الغالب، تولد عن الخلاف بين علي بن أبي طالب – كرم الله وجهه- ومعاوية بن أبي سفيان، وما تبع ذلك الخلاف من أحداث بين الشأم والعراق، وقد اُتهم المختار بأمور لم أجد دليلاً أنها من معتقداته، بل كانت من ضمن الوسائل السياسية استغلها لجمع الأنصار والوصول للغايات كالقول بالتناسخ وبالرجعة، والقول بالبداء، وأظن أن أعداءه من بني أمية وأبناء الزبير، وقتلة الحسين بن علي رضي الله عنه، قد رموه بكل نقيصة، والذي يتتبع أقواله وقت الشدة والحروب، وهي مواقف تخرج مكنون النفوس، يجد أقوالاً المراد بها الكيد السياسي، كزعمه أن محمد بن الحنفية هو الوصي وهو المهدي المنتظر، وسنستعرض أقواله في هذا الجانب، ونحللها بإنصاف ما استطعت إن شاء الله. الأمر الذي أميل إليه، أن تصرفات المختار حكمها أمران نفسيان يدفعانه عند الجد إليها دفعاً، الأول تأنيب الضمير جراء تقاعسه عن نصرة الحسين وقد قتل مظلوماً بأسلوب حاقد وضيع، الأمر الثاني رغبته في الحكم والولاية، وقبل الخوض في المركب النفسي الذي حكم تصرفات وأقوال المختار، يجب أولاً أن نعرف به. هو المختار بن أبي عبيد بن مسعود بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيره الثقفي من عوف بن ثقيف، وثقيف بطنان، جشم وعوف، ولد في السنة الأولى للهجرة بالطائف، وكنيته أبو إسحاق، والده من مشاهير المسلمين، رغم أنه لم يكن له صحبة، وقد أسلم في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يره، ولم أجد له ذكراً في حياة رسول الله، ولا في حروب الردة، ونجم ذكره فجأة في الأيام الأولى من ولاية عمر بن الخطاب، لعله لم يسكن المدينة إلا في أواخر عهد أبي بكر، ففي الليلة التي توفي فيها أبو بكر قبل صلاة الفجر، خطب عمر الناس وانتدبهم لحرب فارس وإعانة المثنى بن حارثة، فتهيب الصحابة حرب فارس لما عرف عنهم من قهرهم الدول، وأنهم أهل نظام وملك، وظل عمر ثلاثاً ينتدب الصحابة فلا يجيبه أحد، وفي الرابعة قام أبو عبيد وقال أنا لها يا خليفة خليفة رسول الله، ثم ثنى سعد بن عبيد ثم سليط بن قيس، فجمع له عمر ما استطاع وأمره على ذلك الجيش، وعلى المثنى ومن كان معه من المسلمين، فانطلق إلى العراق يفتتح المدن الواحدة تلو الأخرى، وكان رحمه الله مضرب المثل في الشجاعة، فارساً لا يعرف غير الكر، لا يعرف الفرار وتأباه نفسه، جريئاً على الموت، لا يخلو طبعه من حده, وقد ورث المختار عنه هذه الصفات، ولما اجتمع ذلك البعث لحرب فارس، قيل لعمر رضي الله عنه، أمِّر عليهم رجلاً من السابقين، من المهاجرين أو الأنصار، فقال: لا والله لا أفعل إن الله إنما رفعكم بسبقكم وسرعتكم إلى العدو، فإذا جبنتم وكرهتم اللقاء فأولى بالرياسة منكم من سبق إلى الدفع وأجاب إلى الدعاء، والله لا أؤمر عليهم إلا أولهم انتداباً، ثم دعا أبا عبيد وسليطاً وسعداً فقال لسعد وسليط: أما أنكما لو سبقتماه لوليتكما عليه لما لكما من القدمة، فأمر أبا عبيد على الجيش، فخرج أبو عبيد ومعه سعد بن عبيد وسليط بن قيس "من بني النجار" والمثنى بن حارثة الشيباني من شيبان من هند، وكان عدد الجيش الذي تجمع لأبي عبيد ألف رجل، وانضم إليه جيش المثنى، وكانت أول معركة بين المسلمين والفرس بقيادته في الحيرة انتصر فيها المسلمون، ثم معركة كسكر بموقع يقال له السقاطية، انتصر فيها المسلمون كذلك, وغلبوا على كسكر وما حولها، وأذعنت بعض تلك الجهات سلماً على أن يدفعوا الجزية لتسلم بلادهم، ثم معركة باقسياثا وانتصر فيها المسلمون، وبذلك فتح العرب كل ما هو غرب الفرات، ثم جمع الفرس جمعاً كثيفاً، وضموا له سبعة فيلة مدربة على الحرب، تخبط بخراطيمها وتدوس بأقدامها، ولا تفعل فيها السيوف، وكان ذلك الجمع بقيادة بهمن جاذويه، ولم يكن للعرب معرفة بالأفيال، إذ لا فيلة في جزيرة العرب، أنا أكتب هنا بإيجاز, فالمقال عن المختار لا عن أبيه, ولم يكن لقادة جيش أبي عبيد علم بما أعد بهمن جاذويه من أفيال، وبعد أن عسكر جاذويه على ضفة الفرات الشرقية، أرسل أميري مدينة أليس الفارسيين, التي افتتحها المسلمون للسعاية بينه وبين أبي عبيد، وطلب منهما أن يقولا له جاذويه يخيرك بين أن تعبروا إليه، أو يعبروا إليكم، ويضمن لكم عبوراً آمناً، وأوعز إليهما أن يستفزا أبا عبيد، فيقولا له: إن الفرس يعيرونكم بالخوف من العبور إليهم، وذلك من خبث الفرس الذي لم يعرفه العرب بعد، فآلى أبو عبيد أن يعبر إليهم قائلاً: لن يكونوا أجرأ على الموت منا، فعارضه أعوانه سليط وسعد والمثنى، مفضلين الحرب غربي النهر، لأن فيه متسعاً لمجال الخيل، والعرب بارعون في الكر والفر على ظهور الجياد، ولو علم أبو عبيد وأعوانه بأمر الفيلة ما عبروا النهر، لقد اختار جاذويه مكاناً ضيقاً مناسباً لعمل الفيلة، وحين بدأت المعركة لقي المسلمون من الفيلة أذىً شديداً، كان المسلمون إذا حملوا عليها نفرت منها خيولهم، فصاح أبو عبيد بجيشه أن يترجلوا، ثم صاح بهم اقطعوا بُطُن هذه الدواب، فكانوا يتعلقون ويقطعون بطنها، لتهوى رحالها بمن عليها ثم يقتلونهم، فقتلوا كل من على الأفيال، ولم تتوقف الفيلة عن الحرب، لأنها كانت تحارب بمفردها، لا بأوامر ساستها، وكان فيها فيل ضخم أبيض، كان أشدها على المسلمين، فصاح أبو عبيد أما لهذه الدابة من مقتل؟ فقال أحدهم: يقال إذا ضرب مشفرها يريد خرطومها، فهجم أبو عبيد على ذلك الفيل وأراد ضرب خرطومه بالسيف، ويقال إنه تعلق بنابه وضرب خرطومه، فنفحه الفيل بيده، فسقط فداسه, ثم قام عليه، فارتاع جيش المسملين حين رأوا أميرهم تحت قائمة الفيل قد فارق الحياة، وتتابع على ذلك الفيل سبعة قتلهم الواحد بعد الآخر، يقال كلهم من ثقيف، وبالكاد استطاع نفر من جيش أبي عبيد تخليصه من تحت قوائمه, بعد أن ظلوا يحاربون ذلك الفيل لساعات!, فانهزهم المسلمون وأخذوا يجتازون الجسر، فقام رجل من ثقيف بقطع الجسر حتى لا يفروا، فألقى الكثير منهم بأنفسهم في النهر، فاستشهد من المسلمين أربعة آلاف بين قتيل وغريق، بعد أن قتلوا من الفرس خمسة آلاف، وأعاد المثنى ربط الجسر وهو يصيح فيهم على رسلكم، انحازوا إليَّ انحازوا إليَّ، رحم الله أبا عبيد، لقد كان جريئاً على الموت، حسب القارئ أن يعلم أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أسف لمقتله، وقال: رحم الله أبا عبيد ما كان عليه لو انحاز إليَّ فأنا فئته، ملمحاً إلى قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفاً فلا تولهم الأدبار ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير} الأنفال، كان ابن الخطاب يتمنى لو هرب أبو عبيد ونجا, ومما يدل على أن أبا عبيد كان محبوباً لدى معاونيه، أن المثنى حزن على موته، وجرد مجموعة من جنده، وذهب إلى مدينة أليس، وأمسك بجابان ومردانشاه وقال لهما: أنتما غررتما بأميرنا واستفززتماه، ثم أمر بضرب أعناقهما، لقد جعلت هذه اللمحة اليسيرة عن أبي عبيد، قائد معركة الجسر مدخلاً لدراسة شخصية ابنه المختار، الذي كثرت حوله الأقاويل، سائلاً الله أن أوفق في تحليلي لشخصيته وحقيقة أمره، وهل كان تشيعه سياسياً مصلحياً، أم أيديولوجياً اعتقادياً، وما قصه مطالبته بدم الحسين؟.... يتبع..... هادي بن علي بن أحمد أبو عامرية |
|
04-23-2010, 12:24 AM | #5 | ||
|
رد: قريباً على صفحة هذا المنتدى...
شكرا لك, وأسأل الله أن أوفق في كسب رضاك وقناعتك.. تحياتي.. هادي بن علي بن أحمد أبوعامرية.. |
||
|
04-23-2010, 12:26 AM | #6 | ||
|
رد: قريباً على صفحة هذا المنتدى...
أسأل الله العون والسداد... تحياتي.. هادي بن علي بن أحمد أبوعامرية. |
||
|
04-23-2010, 12:30 AM | #7 |
|
رد: قريباً على صفحة هذا المنتدى...
هادي ابو عامرية
الدار دارك يا سيدي الكريم فسطر لنا ما تشاء نحن والله نكون بلهفة وشوق لما تتكرم به علينا من معلومات وبحوثات تاريخية بارك الله في جهودك واعانك الله على البحث وسدد على الخير خطاك ومتعك الله بالصحة والعافية تقبل مروري وردي المتواضع ولك ودي وعبير وردي ع ـابرسبيل |
للتـوآصل تَوَاضَعْ تَكُنْ كالنَّجْمِ لاح لِنَاظـِـــرِ . على صفحـات المــاء وَهْوَ رَفِيــعُ ولا تَكُ كالدُّخَانِ يَعْلُـــو بَنَفْسـِـــهِ . على طبقــات الجـوِّ وَهْوَ وَضِيــعُ (`*•.¸(`*•.¸ A ¸.•*´)¸.•*´) ˜”*°•˜..♥..(-->♥ عابرسبيل♥<-- )♥..˜ •°*”˜ (¸.•*´(¸.•*´ A `*•.¸)`*•.¸) تقييم منتديات قبيلة ال شراحيل بفيفاء زوروني هنا
•
رسالة لمن غابوا عنا اين انتم
• ██▓▒░( ♥-.♪¸ بوح ـآلنبضآتـ¸لـع ـابرسبيل♪.-♥ )░▒▓██ • طلباتكم وآرائكم أوامر قيد التنفيذ. |
04-27-2010, 12:30 AM | #8 |
|
رد: قريباً على صفحة هذا المنتدى...
الحلقة الثانية: جرت معركة الجسر التي قادها أبو عبيد بن مسعود رضي الله عنه، في الربع الأول من السنة الثالثة عشرة من الهجرة، وعمر المختار إذ ذاك اثني عشر عاماً، وتضن علينا المصادر ببلدة نشأته، وتذكر المصادر أن أمه واسمها دومة, رافقت أباه إبان تلك المعارك، ولا شك أن المختار كان معها، فقد جرت عادة قادة الفتوحات اصطحاب نسائهم وصبيتهم، وبعد مقتل والده، من المرجح أن المثنى بن حارثة أخذهم معززين مكرمين وأسكنهم الكوفة، أو وجههم إلى المدينة، وأميل إلى انه وجهه وأسرته إلى المدينة المنورة، ولذلك شبهات توحي بذلك، أولاها أنه تزوج ابنة الصحابي الجليل سَمُرة بن جذب الفزاري، الثانية أن عبد الله ابن عمر تزوج أخته صفية، وإذا نظرنا إلى أبيه وإلى من حوله، زوجه وصهره نتساءل كيف تزل القدم بمثله فيعتقد البداء والحلول والرجعة، وجميع هذه المعتقدات من مفاسد عبد الله بن سبأ، وهي ذات أساس يهودي، فالبداء عند أصحابه، أن تبدو لله عز وجل فكرة لم تسبق إلى علمه، وهذا القول فيه كفر صريح، معاذ الله أن يجهل الله مثقال ذرة، كانت أو ستكون أو لم تكن، فكل ذلك في علمه ابتداء، وفي علمنا حال تكون أو تنزل لنا، بمشيئته وإرادته جل وعلا فنعلمها، إن الله تبارك اسمه قد علم كل شيء، فما شاء أن يكون قال له كن، وما لم يقل له كن ظل في واسع علمه المحيط، فالبداء للمخلوق لا للخالق، أما الحلول فزعمهم أن روح الله تحل في خلقه، وذلك قول اليهود والنصارى، وذلك من نفث الشيطان ونفخه، فالله جل وعلا قال لموسى عليه السلام لن تراني، وتجلى للجبل فلم يستقر مكانه وكان دكاء، أما الرجعة فهي عند اليهود والنصارى والشيعة، تعني عودة أرواح أئمتهم إلى الحياة بعد الموت، فهم يزعمون أن علياً رضي الله عنه ارتفعت روحه إلى السحاب والرعد صوته، وهو متصرف في أمر توجيه السحاب حيث يشاء، لا أدري كيف يقرأون قوله تعالى: { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسول أفئن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين} . [ آل عمران: آية 144]. أيكتب الله الموت على عموم أنبيائه ورسله، ويستثنى من ذلك ابن أبي طالب، وليس بنبي ولا رسول!!. الذي رمى المختار بهذه التهم الدكتور محمد أحمد الخطيب في كتابه الحركات الباطنية وأظن الدكتور محمد أحمد بالغ قليلاً في حكمه، وأخطأ حين زعم أن المختار قتل على أيدي بني أمية، والصواب أنه قتل على يدي مصعب بن الزبير، وهذا يدل على تعجل في الحكم، وأنا لا أدافع هنا عن تشيع المختار، بل أريد أن أبين لم كان ذلك التشيع، وتشيعه بالحتمية لم يكن اعتقادياً بقدر ما كان غاياتياً مصلحياً، والتشيع في زمن المختار كان في الغالب سياسياً، والتشيع الأيديولوجي الإعتقادي نشأ بعد ذلك، حين توالت على الشيعة الهزائم، وحين غلب بنو أمية على أقطار العرب كافة, فاحتال الشيعة برجال من أهل البيت لتقويض حكم بني أمية, فتأدلج التشيع, ونسي الناس التشيع السياسي, وكان بنو العباس إلى الوثوب على الحكم أسرع!. لقد وضع عبد الله بن سبأ بذرة التشيع، وقد بينت في مقالي "مؤامرة دولية وراء مقتل عثمان بن عفان" ما كان من هذا الرجل في إفساد الناس، أما في زمن المختار فقد تناقصت أعداد السبائيين، وظل لها بين الموالي الفرس والأسيويين تواجد، فكان للفرس دور بارز في إفساد التشيع، وتحويله من رأي سياسي، بأحقية أهل البيت في الخلافة، إلى أقوال تمس الاعتقاد، وتنقض عرى الدين عروة عروة، وهي أكثر من أن نحصيه في هذا المقال، حتى أن بعض فرقهم بلغ بها الحمق أن تدعي أن جبريل أخطأ في تبليغ الرسالة، وأن الرسالة كانت موجهة لعلي كرم الله وجهه، متناسين أن الله جل وعلا لا يرسل الصبية، إنما يرسل الرجال ذوي العزم، وكان علي زمن البعثة صبياً في التاسعة، وكما مالت السبائية إلى العمل السري في تقويض دولة الخلافة، وقتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه, انتهج الشيعة نفس المنهاج السري، وكانت أهدافهم سياسية صرفة، ذلك أن أهل العراق بعد أن تنازل الحسن بن علي رضي الله عنه لمعاوية، لم يقبلوا أن يحكموا من قبل الشام، فقد كان القطران زمن علي قطبين متضادين، ورأي العراقيون في تنازل الحسن هزيمة لهم، فمالوا إلى العمل السري، وادعاء أحقية أبناء على بن أبي طالب بالخلافة دون سائر المسلمين، ولكنهم بدلاً من أن يدعوا إلى مبايعة الحسين, اتفقوا مع عبيدالله بن زياد ويزيد بن معاوية, على استدراج الحسين وقتله, بصورة أنكرها عموم المسلمين، لقد كان كيد عبيدالله ويزيد بن معاوية والشيعة الخائنين محكماً, فلم يجد الحسين بداً من تصديقهم, وسنلمس ذلك في الحلقات اللاحقة. في هذه الأجواء عاش المختار، وسعى إلى الولاية بأسلوب حسن فلم يظفر بها، فاحتال للوصول إليها بالتشيع وادعاء الكهانة، وكان أعداؤه وأصدقاؤه يعلمون كذب تكهنه، وقد تصادف بعض كذباته حادثة فيتغنى بها، ويظل أصدقاؤه على ريبتهم، كل ذلك سيتضح لنا خلال هذا البحث، وقد يستغرب البعض أن أقول التشيع السياسي والتشيع الأيديولوجي، فالسياسي ما يتعلق بولاية الأمر وقصرها على أبناء علي، والأيديولوجي ما اختلط بالتشيع من فلسفات من الديانات اليهودية والنصرانية وحتى من الهندوسية، وهذه الفلسفات دخلت التشيع ابتداء من عبد الله بن محمد بن الحنفية المتوفي سنة 97هـ أول من قال إن للقرآن ظاهراً وباطناً، فالظاهر ما يعلمه الناس، والباطن ما يدخلونه في الدين من فلسفات منافية للإسلام، لا يبوحون بها إلا لأتباعهم، المهيمن عليهم بوسائل قذرة, بينها أحد قضاة اليمن زمن القرامطة الصليحيين, انظر من ابن من جاء الإفساد؟؟, إنه ابن محمد بن علي بن أبي طالب!!!. لقد كانت الفترة التي اكتهل فيها المختار فترة مضطربة، آثر فيها الناس الدنيا على الآخرة، واختفت فيها حروب المبدأ والعقيدة، وسادت الحروب الارتزاقية، وأول من سن هذه الحروب بنو أمية في الشام، وتبعهم عبيد الله بن زياد في العراق، وسبب ذلك أن الأمر وسد إلى اُناس، لاحظ لهم من علم بالكتاب والسنّة، فيزيد بن معاوية يرسل جيشاً قوامه اثني عشر ألف رجل، وضع في كف كل واحد منهم قبل أن يتحرك من الشام، مائة دينار، أي أنه فرق عليهم مبلغ مليون ومائتي ألف دينار، انظر إلى هذا المبلغ بمقياس ذلك الزمان، وقيل كان عدد ذلك الجيش عشرين ألفاً، وولى يزيد ذلك الجيش رجلاً من مرة اسمه مسلم بن عقبة، استباح دماء أهل المدينة وأموالهم ثلاثاً، لا أدري بأي منطق وبأي شرع استحل أموال أبناء المهاجرين والأنصار، واستباح مدينة جعل رسول الله حرمتها كحرمة مكة، رضي الله عن أبي الحسن، سئل بعد معركة النهروان عن أموال الخوارج فقال إخواننا بغوا علينا، أما عبيد الله بن زياد والي العراق ليزيد فقد جاء بما لم يأته العرب في جاهليتهم بله إسلامهم، لقد اتفق ونفر من أدعياء التشيع على استدراج الحسين إلى العراق وقتله، بأسلوب ينافي إباء الرجال!, ومروءة العرب!!, وبارك يزيد بن معاوية ذلك الكيد وتلك الخطة، وبعد تنفيذ هذه الخطة ذهب أدعياء التشيع يدبجون قصائد المديح في الحسين، ويدعون أنه خرج على الظلم، وما خرج والله بملء إرادته، بل أخرجته مكيدة شيعية أموية، وشاهدي على هذا القول يزيد بن معاوية نفسه، وقد أثرت حادثة مقتل الحسين على المختار بن أبي عبيد، فثار مطالباً بدمه رغم أنه ليس من أهله ولا قبيلته، بل لا يمت لقريش بصلة نسب, وسوف أورد في الحلقة القادمة قصة مقتل الحسين التي تمثل الخسة والوضاعة، وتتنافى مع الرجولة. أما عبد الله بن الزبير وله دور في ذلك الاختلاف, فإني أعجب ممن يصفه بالدهاء، لقد استعرضت قصته ومواقفه وسيرته فوجدته ضعيف الهمة، متردد لا يقطع في أمر برأي، لم يوجه إلى خصومه في الشام جيشاً ولو من الصعاليك، اكتفى من الدنيا بمكة والطائف، وجاءته العراق طائعة دون حرب، فاكتفى منها بذلك، ولو جند منها ومن الحجاز جيشاً لحرب الشام لانتصر على بني أمية!، واكتفى من كل ذلك بنفر سيرهم إلى فلسطين، ثم ظل ينتظر كتائب الشام، حتى علقوا أخاه مصعب بن الزبير على أبواب البصرة، واكتفى بالحزن عليه ولطم الخدود، وظل ينتظر حتى غزاه عبد الملك بن مروان في مكة، بجيش يقوده الحجاج، وعلقه على أبواب الحرم، ولم يحارب في غير مكة، في الأولى انتصر، لأن نجدة بن عامر الحنفي الخارجي والمختار ابن أبي عبيد نصراه، وأنقذه من هزيمة محققة, موت يزيد وعودة جيشه عن مكة إلى الشام، فلما جاءه جيش الحجاج ظن اليوم كأمس لا تغيير، لقد ظلمه من وصفه بالدهاء. في هذه الأجواء من اختلاف بني أمية في العراق والشام، مع ابن الزبير في مكة والطائف، وخروج عبد الله بن حنظلة الغسيل في المدينة المنورة على يزيد وخلعه البيعة، وتمكن الخوارج من اليمامة والأهواز، عاش المختار بن أبي عبيد نزيل السجن، مخافة خطره, لا يخرج منه إلا ليعاد فيه، والسبب في معظم سجنه لسانه وكذباته. يتبع.... مؤامرة استدراج الحسين وقتله.. هادي بن علي بن أحمد أبو عامرية.. |
|
04-27-2010, 09:57 PM | #10 | ||
|
رد: قريباً على صفحة هذا المنتدى...
أقدر لك مرورك وردك, جزاك الله عني كل خير, وأنا مستمر بإذن الله للكتابة في منتداكم الموقر, وقد جزأت الموضوع حسب رغبة الأستاذ زارع الورد, وسرت التجزأة هذه على هذا المقال في جميع المنتديات التي أكتب فيها, أرجو أن أكون قد وفيت للأخ زارع الورد بوعدي.. تقبل تحياتي الخالصة.. هادي بن علي بن أحمد أبوعامرية.. |
||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|